الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

عسكريون: حرب تركيا على’’داعش’’ قلب لموازين القوى

2015-07-30 11:42:26 شؤون عربية ودولية

الرابعة نيوز:  رأى خبراء عسكريون أردنيون أن دخول تركيا على خط المواجهة العسكرية مع تنظيم "داعش" الإرهابي، وعناصر حزب العمال الكردستاني في شمال سورية، قلب لموازين القوى في الشمال السوري.
واعتبروا أن هذا التدخل، يأتي من بوابة ما تراه أنقرة مواجهة لتمدد حزب العمال الكردستاني، وتفجير "سروج" الانتحاري مؤخرا، ومجابهة "داعش" الإرهابي، على قاعدة أن ذلك "تهديد مباشر لأمن تركيا القومي".
واتفق هؤلاء، في حديثهم لـ"الغد"، أن أهداف التدخل العسكري التركي في سورية، بدأت تتضح تدريجياً، بإيجاد مناطق آمنة تفصل تركيا عن مسلحي "داعش" شمال سورية، وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سورية، وإقامة منطقة حظر طيران تسمح لأنقرة بضرب مواقع "داعش" وحزب العمال.
العميد الركن المتقاعد محمد العلاونة قال في هذا الصدد إن الأهداف التركية لهذا التدخل "تكمن بتطهير ما يسيطر عليه مسلحو "داعش" من مناطق شمال سورية لتكون آمنة".
واعتبر العلاونة أن الضربات الجوية التركية خطوة أولى، ومقدمة لخطوات قد تتخذها القيادة التركية تجاه أي تحرك، يشكل خطرا على تركيا. 
وحول أسباب هذا التدخل وأهدافه في هذا التوقيت، قال العلاونة إن "الاسباب لم تتضح بعد بشكل كامل، في وقت بدأت بعض معالمه تظهر، مع حرص القيادة التركية على إيجاد منطقة منزوعة السلاح على الحدود، فضلاً عن الحيلولة دون تمدد الاكراد على الشريط الحدودي". 
وبين العلاونة ان تركيا بدأت عملياتها ضد "داعش" بالتزامن مع عملية أمنية واسعة طالت عناصر لحزب العمال، في وقت استهدفت المقاتلات التركية مواقع تابعة للحزب شمال العراق، لتخفف بذلك من خطورته.
واعتبر التحرك التركي على الحدود السورية ضد "داعش"، قطعاً للطريق على وحدات حماية الشعب الكردية التي قدمت نفسها بأنها المجابه الوحيد لإرهاب "داعش"، في ظل انشغال فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري، وتحديدا في محافظة حلب، بصد هجمات النظام عن المحافظة.
وتوقع العلاونة أن الباب ما يزال مفتوحا على مصراعيه أمام تركيا لاحقاً، للتدخل بشكل أكثر في الملف السوري، والسعي لانتزاع مكاسب سياسية في أي تسوية يمكن أن يشهدها هذا الملف.
من جهته أكد اللواء المتقاعد فارس كريشان، ان من مصلحة تركيا حفظ امنها وحدودها، ومنع قيام أي كيان يهددها مستقبلا، سواء كان للأكراد أو لـ"داعش"، والذي يمكنه مباغتتها بهجمات دامية مفاجئة، وهو أمر تنبهت له القيادة التركية، إذ باشرت بايجاد مناطق آمنة بطول 90 كم على الحدود.
ودعا كريشان المعارضة السورية المعتدلة، لوضع علاقاتها مع تركيا على الطريق الصحيح، مبينا أن هذا النوع من العلاقات لا تحكمه العواطف، بقدر ما تتحكم به المصالح السياسية والامنية، وهي اكبر من حصرها بتسهيل حركة الداخلين والخارجين السوريين من وإلى تركيا.
وبين كريشان ان استراتيجة الأتراك حاليا، تتكون من جزءين أساسيين متكاملين، اولهما: ضمان امن الحدود ومنع تسلل عناصر "داعش" للاراضي التركية، والثاني قديم جديد، يتمثل بانشاء منطقة آمنة محمية بالطيران في الأراضي السورية. 
وفي هذا الإطار، اعتبر اللواء المتقاعد عبدالله العمري، أن التغيير في الموقف التركي تجاه الأزمة السورية، وتحديدا ضد عناصر حزب العمال و"داعش"، يشكل عامل حسم في قواعد المعادلة بالتعاطي مع الازمة، بخاصة في ظل توجه تركيا لإيجاد منطقة عازلة في الشمال السوري.
كما لفت العمري الى أن اقامة منطقة حظر طيران جوي فوق تلك المنطقة، أمر يمنح الاتراك مناطق آمنة من التفجيرات وتبادل إطلاق النار على الحدود بين البلدين.
وبين أن حدود التدخل العسكري التركي في سورية ما تزال غير معرفة المعالم والاتجاهات، بخاصة أن هنالك جدالا واسعا وعميقا في تركيا بشأن العملية العسكرية ومدى تطورها.
واعتبر أن انقرة تسعى عبر هذا التدخل للحيلولة دون تشكل كيان كردي مستقل وقوي على حدودها الجنوبية، ومنع "داعش" من السيطرة على مناطق حدودية، قد تشكل عامل ضغط وخطر على الأتراك، بخاصة بعد التفجير الذي طال منطقة سروج بولاية أورفة التركية، وتبناه "داعش"، وأدى لمقتل اكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100.
وبين العمري أن دخول تركيا على خط المواجهة العسكرية في شمال سورية، يشكل ضغطا أيضا على قوات النظام في المناطق التي يسيطر عليها في الشمال، وإمكانية تسهيل سيطرة القوات التابعة للمعارضة المعتدلة بالسيطرة عليها، وهو أمر يساعد تركيا على إيجاد مناطق آمنة على حدودها.
ورأى أن دخول تركيا على خط المواجهة، سيدفع قوات النظام السوري وعناصر "داعش" للتقهقر نحو الوسط والجنوب، ما يشكل ضغطا على الأردن.
وطالب العمري بتحرك أردني تحت غطاء التحالف، لإيجاد مناطق عازلة وآمنة على حدود سورية الجنوبية، تضمن حماية حدودنا من أي خطر لـ"داعش" في المستقبل. ــ الغد