الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

تقرير : الأوروبيون بدأوا بالتحرّر من مواقف بلدانهم المنحازة لإسرائيل

2014-10-23 09:33:58 الرئيسية

الرابعة نيوز..رأى تقدير استراتيجي صادر عن مركز "الزيتونة" للدراسات ومقرّه في العاصمة اللبنانية بيروت، أن حالة التفاعل والتضامن التي أبدتها شعوب القارة الأوروبية مع القضية الفلسطينية، لا سيّما إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في تموز (يوليو) الماضي، تعبّر عن تطور وتحوّل مهم له شأن ودور كبيرين في إحداث تغيير في نظرة ومواقف المجتمعات الأوروبية من الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته.

 

وقال مركز "الزيتونة"، في تقدير استراتيجي له، ، إن أوروبا شهدت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف العام الجاري، تطوراً مهماً في التفاعل الجماهيري المناهض للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على الشعب الفلسطيني، وقد تجلّى ذلك في حجم التفاعل واتساع نطاقه والتطور النسبي في أشكاله التعبيرية، وتنسيق التحركات ونسج التحالفات في المجتمع المدني والميدان الجماهيري.

 

وذكر أن التفاعل الجماهيري الأوروبي تصاعد على مدار 51 يوماً متواصلاً من العدوان الإسرائيلي، وتميّز بالسرعة النسبية، حيث سجّل حضوره في الأيام الأولى من العدوان في عدد من البلدان، عبر مظاهرات واعتصامات ووقفات في أماكن عامة، وقد اتسم هذا التفاعل بالتنوع في مكوناته وبانضمام فئات وشرائح متزايدة إليه في عدد من الدول الأوروبية، حيث برزت في هذا السياق منظمات مدنية واتحادات وتجمّعات وحركات تهتم بالقضية الفلسطينية، إلى جانب شخصيات عامة شملت أطيافاً متنوعة منها مجموعات فلسطينية وعربية وإسلامية وأوروبية وكذلك يهودية يسارية.

 

وأشار المركز، إلى أن ميادين التظاهر الأوروبية شهدت على مدار سبعة أسابيع متواصلة خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين، خلق تحالفات وائتلافات استقرّت بشكل متصاعد ليتحول بعضها إلى مشروعات وبرامج دائمة مكرسة لمواجهة الاحتلال ومحاصرته في بيئات العمل المدني، لتنتقل تدريجياً من نطاق التظاهر الاعتيادي إلى مستوى برامج العمل الضاغطة الرافضة للاحتلال والعدوان وحصار غزة، وتتبنى حزمة من المواقف والمطالب السياسية تم توجيهها إلى صانعي القرار في المستويات التنفيذية والتشريعية ضمن كل دولة.

 

وبحسب ما جاء في التقدير الاستراتيجي الذي حمل عنوان "التفاعل الجماهيري في أوروبا مع فلسطين خلال عدوان 2014 وآفاقه المحتملة"، فإن قوائم المطالب التي حملتها الجماهير الأوروبية المتضامنة انطلقت من عناوين عامة؛ كوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة، إلى المطالب المحددة التي يتوجه معظمها إلى المستوى السياسي، ومن بينها الدعوة إلى وقف تسليح الجيش الإسرائيلي وتجريم تجنّد مواطنين أوروبيين في صفوفه، والمطالبة بفتح خطوط بحرية مع غزة، إلى جانب دعوات المقاطعة وطرد السفراء الإسرائيليين.

 

ولخّص التقدير العوامل المحفزة للتفاعل الجماهيري الأوروبي مع فلسطين، بكل من الأحداث الداهمة "الصادمة" ذات الصفة الاستثنائية كالحرب، وتطور القدرة على صناعة الحدث الإعلامي والجماهيري عبر حملات ومبادرات وخطوات فعالة، إلى جانب الطبيعة النشطة لساحة العمل المدني في القارة الأوروبية، وتنامي قدرات الجماهير وفرص التحرك والتأثير المتاحة في هذه الساحة، وكذلك تطور صيغ ائتلافية وتحالفية وتنسيقية فعّالة في مجال العمل الجماهيري لصالح القضية الفلسطينية، ونمو الخطاب الفلسطيني والخطابات المساندة للحقوق الفلسطينية في أوروبا والعالم، والتنوع في مكونات الجماهير المتفاعلة، إلى جانب ضمور الأطر المنحازة للاحتلال الإسرائيلي في القارة الأوروبية أو ضعف قدرتها على الحشد والتعبئة.

 

فيما اعتبر التقدير، أن من أهم العوامل المعيقة للتفاعل الجماهيري هو ارتباطه موجياً مع تصاعد التطورات والأحداث في فلسطين، وضعف إلمام بعض مكونات المجتمع المدني وقطاعاته بالانتهاكات التي تجري في فلسطين، بالإضافة إلى تشويه الانتقادات التي توجّه للاحتلال الإسرائيلي بوصمة "كراهية اليهود" و"العداء للسامية" بفعل الدعاية الإسرائيلية ومحاولة تشويه النضال الفلسطيني، وربط التفاعل الجماهيري مع القضية الفلسطينية في بعض البلدان بمخاوف أمنية أو اضطرابات وأعمال شغب، أو دعوات للعنف، وضعف نضوج ائتلافات وتحالفات مساندة لفلسطين في بعض البلدان الأوروبية وتركّز التفاعل فيها ضمن فئات أو شرائح بعينها، وغيرها.

 

وبحسب ما توصّل إليه مركز "الزيتونة" في تقديره، فإن الآفاق المستقبلية للتفاعل الجماهيري مع فلسطين تنحصر في ثلاثة سيناريوهات، هي؛ التطور، الثبات النسبي وسيناريو التراجع الذي اعتبره مستبعداً إلى حدّ كبير، مرجحاً أن حالة المساندة والتأييد للحقوق الفلسطينية في القارة الأوروبية، بما يترتب على ذلك من تنامي صيغ التفاعل وضخّ طاقات متجددة في مسارات العمل المدني المتنوعة في خدمة القضية الفلسطينية في القارة.

 

وأوصى التقدير، بالعمل على تحرير التفاعل الأوروبي من الارتهان للجانب السلبي من معادلة التصاعد الموجي للأحداث والتطورات في فلسطين، ويتطلب ذلك التركيز على صناعة الحدث الجماهيري، وتنسيق التحركات والمبادرات، كما دعا إلى التجديد في أشكال التفاعل الجماهيري وأدواته ومضامينه، والسعي لوضع قضية فلسطين ضمن اهتمامات المجتمعات الأوروبية بشتى شرائحها، إلى جانب مواصلة تطوير صيغ ائتلافية وتحالفية وتنسيقية فعالة في مجال العمل الجماهيري لخدمة القضية، والعناية بتنمية الخطاب الفلسطيني الموجّه إلى شعوب العالم، وتطوير سبل التواصل والإعلام والتشبيك مع الأطر المدنية والأوساط الجماهيرية، وتطوير الاهتمام بالتواصل السياسي وبالأداء الإعلامي والتصدي الفعال لدعاية الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك مرتكزاتها ومضامينها.