الرابعة نيوز :  برأت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في معسكر "عوفر" بالقرب من رام الله، الأسبوع الماضي فلسطينيا من تهمة محاولة القتل وذلك بعد أن اتهم بتنفيذ عملية دهس في مارس 2014. وأقر القاضي أن الحديث يدور حول حادث طرق وقع عن طريق الخطأ، فيما اتهم القاضي الشاب الفلسطيني فقط بالإهمال خلال السياقة.
ووقع الحادث في ساعات المساء من يوم الـ 15 من شهر مارس/اذار 2014. وكانت مجموعة من شرطة حرس الحدود تقف في محطة للوقود في قرية بيت أمر الواقعة على الشارع الرئيسي بين القدس والخليل. ودخل عصام عادي، أحد سكان القرية إلى المحطة لتزويد مركبته بالوقود وعند مغادرته المحطة دهس أفراد الشرطة فأصيب أربعة منهم بجروح طفيفة، فيما اطلق أحد الجنود رصاصة واحدة باتجاه السيارة.
 
وادعى أفراد شرطة حرس الحدود أن ما حدث هو عملية دهس مدبرة. وقدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد عصام عادي وإتهمته بمحاولة القتل، وتم اعتقاله حتى انتهاء جميع الإجراءات القانونية ضده. ووثقت عملية الدهس بواسطة كاميرات الأمن المنصوبة على مقربة من المكان.
 
وبحسب محامي المتهم فادي قواسمة فإن الحديث يدور حول سيارة قديمة بدون رخص سير. وبحسب أقواله فإن موكله خرج من البيت لإحضار طعام العشاء وفي الطريق لاحظ من بعيد مجموعة من أفراد الشرطة وخاف من ان يعتقلوه. وخلال محاولته إشغال نفسه بجهاز الراديو داخل السيارة، ضغط على دواسة البنزين بدلا من الفرامل. وبعد أن أدرك خطأه حاول إيقاف السيارة إلا أنه لم ينجح في ذلك بشكل كامل. وتبين من خلال مقطع الفيديو الذي عرض في المحكمة أن ضوء الكوابح قد ظهر بشكل واضح للعيان، إلا أن محقق السير في الشرطة تجاهل ذلك وأقر بأن ما حدث هو عملية دهس.
 
وفي الأسبوع الماضي برأ قضاة المحكمة العسكرية في عوفر المتهم عصام عادي من تهمة محاولة القتل. وكتب القضاة ان "تقرير محقق شرطة المرور غير كامل وتنقصه معطيات، وأن التفسيرات التي حددها محقق شرطة المرور لم تجب عن التساؤلات. نعتقد أنه وقع خطأ في عملية فحص محقق المرور بعدم التحقق من وجود مادة غريبة على عجلات السيارة. ولم يتم فحص المشكلة التي كانت تعاني منها السيارة بالاساس. وأشار محقق المرور الى أن التحقيق مع السائق لا يشير الى أن الأمر قد اختلط عليه بين دواسة البنزين والفرامل، وذلك بعد أن أشار السائق إلى ذلك بعد ساعات من الواقعة وقبل كتابة تقرير محقق المرور".
 
وأضاف القضاة: "علاوة على كل ذلك، لم يتطرق المحقق الى فرامل السيارة التي يظهر بشكل واضح من خلال مقطع الفيديو ولا خلاف حول ذلك أن السائق حاول إيقاف السيارة إلا أن توقيت محاولة إيقافها لم يكن موفقا".
 
وأشار القضاة إلى أن أضواء الفرامل في مؤخرة السيارة ظهرت بشكل واضح بالضبط عندما أصابت السيارة أفراد الشرطة. ولكن لم يتضح بالضبط في أي لحظة ضغط المتهم على دواسة الفرامل. وأشار محقق السير الى أن السائق يحتاج إلى فترة رد فعل من لحظة قرار السائق بالضغط على الفرامل ولحظة الضغط الفعلي عليها بشكل فعلي وهي 1.05 جزءا من الثانية. ويدل هذا الوقت أن السائق كان ينوي إيقاف السيارة قبل لحظات من إصابة أفراد الشرطة".
 
وفي نهاية الأمر، قرر القضاة إدانة المتهم بالإهمال خلال السياقة الأمر الذي تسبب بالحادث. وحكم القاضي على الشاب الفلسطيني بالسجن لمدة 11 شهرًا وقد قضاها كلها خلال فترة اعتقاله على ذمة الاجراءات القانونية ضده. وأمر قضاة المحكمة على إثر ذلك بالإفراج عن الشاب الفلسطيني، عاصم عادي.