الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

منع والدة الأسير جهاد الهندي من زيارته بذريعة عدم وجود صلة قرابة

2021-01-30 06:38:33 الأسرى

الرابعة نيوز:  بعد سنوات من المتابعة والزيارة والتنقل بين السجون الإسرائيلية، حرم الاحتلال المواطنة الستينية عزيزة الهندي من زيارة نجلها الأسير جهاد يوسف محمد الهندي المحكوم بالسجن (28 عاماً)، بذريعة عدم وجود صلة قرابة، ما يفاقم معاناة الوالدة الصابرة خاصة بعد فاجعة وفاة والده قبل سنوات قبل أن تتحقق أمنية حياته الوحيدة عناقه حراً والفرح بزفافه.


بسخط وغضب، تقول الوالدة أم محمد: "كل شيء وارد وعلينا أن نتوقع دوماً الأكثر سوءاً في ظل وجود هذا الاحتلال الظالم، فلم يكتفي بمعاناتنا المستمرة على مدار سنوات اعتقاله وألمنا الكبير وسجونه التي تخطف زهرة شبابه، وفجأة قرروا سلبي أمومتي وتجريدي من علاقتي بفلذة كبدي".

وتضيف: " أكثر من 10 سنوات، وأنا أتنقل بين السجون وأزوره بتصاريح رسمية، ودون مقدمات سحبوها ورفضوا مني تصريح، بذريعة عدم وجود صلة قرابة بحبيب قلبي وروحي جهاد، فأي شريعة أو قانون في العالم يجيز هذه الممارسات التعسفية؟".

في قرية بيت سيرا، غرب رام الله، ولد الأسير جهاد (43 عاماً)، وهو الرابع في عائلته المكونة من 9 أنفار، وتروي والدته أنه نشأ وعاش في قريته التي تعلم بمدارسها حتى أنهى المرحلة الإعدادية، ثم انتسب للأجهزة الأمنية، ولا يزال رغم اعتقاله على رأس عمله حتى هذا اليوم، وقد تحلى دوماً بالأخلاق العالية وبر الوالدين والروح الوطنية ومحبة وطنه.

تتذكر أم محمد أن جهاد شارك في انتفاضة الحجر الأولى، مما عرضه للاعتقال عام 1991، وأمضى خلالها مدة عام كامل خلف القضبان، ومع قدوم السلطة الفلسطينية انتسب لجهاز المخابرات الفلسطينية.

عاش جهاد حياة طبيعية ملتزماً بوظيفته ودوره وخدمة وطنه وشعبه، حتى تعرض للاعتقال أواسط عام 2005، من منزل عائلته في قرية بيت سيرا، وتفيد والدته بأن العشرات من الجنود اقتحموا المنزل في ظل المطر والبرد القارص، واحتجزوا العائلة في العراء لعدة ساعات حتى انتهت عملية التفتيش التي رافقها تخريب وتدمير متعمد لكافة ممتلكات المنزل.

وتضيف: "لم يكتفِ الجنود بذلك، فقد هاجموا ابني واعتدوا عليه بالضرب المبرح بطريقة وحشية أمامنا، ثم قيدوا يديه ومنعوه من وداعنا".

عانى الأسير جهاد من التعذيب القاسي الذي تعرض له على مدار ثلاثة أشهر في زنازين العزل بسجن المسكوبية، وتقول والدته: "عشنا حياة صعبة لخوفنا وقلقنا على ابني الذي حاصروه وعزلوه ومنعوا المحامين من زيارته، وانقطعت أخباره طوال فترة التحقيق ولم نتمكن من رؤيته إلا في المحاكم العسكرية"، وتضيف: "بعدما عقدت له عشر جلسات في عدة محاكم، حوكم ابني بالسجن الفعلي 28 عاماً، وما زلنا نتحمل ونصبر بالصلاة والدعاء الدائم لرب العالمين أن يفرج سجنه ويعود لأحضاني قريباً"، وتكمل: "معاناتنا تفاقمت بسبب فيروس كورونا وقلقنا على حياة أسرانا الذين تحرمهم إدارة السجون من المعقمات والوقاية والحماية، وأملنا برب العالمين أن يحميهم من هذه الجائحة".

ارتبط الأسير جهاد بعلاقة وطيدة مع والده الذي واظب على زيارته وشحنه بالعزيمة ورفع معنوياته، وتقول ام محمد: "كان المميز والاقرب لقلب والده الذي حزن مثلنا بعد الحكم، لم يكن اسمه يغيب عن لسانه وحياته وينتظر زيارته وحريته على احر من الحمر".

وتضيف: " في عام 2016، تمكن من زيارته اخر مرة، وعاش على أمل اجتماع الشمل، لكنه توفي في 12 آذار من العام الماضي، بعدما خضع لعملية قلب مفتوح، وبقي يردد اسمه حتى النفس الأخير، كما توفي خلال اعتقاله خاله وعمته وزوج خالته".

في سجن "النقب" استقبل جهاد العام الجديد، وتمكن خلال السنوات الماضية من مواصلة دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس.

وتقول والدته: "دوماً أعتز بصموده وتضحياته وثباته وتحديه للاحتلال وسجونه التي لم تنل من عزيمته ومعنوياته، لكن قلبي حزين دوماً على فراقه الذي سرق كل سعادتنا".

وتضيف: "خلال اعتقاله تزوج أبنائي وبناتي، وأصبح لدي 35 حفيداً يحرمهم الاحتلال من زيارة عمهم وخالهم الذين لا يعرفونه إلا من خلال الصور، ونتمنى جميعاً أن يتنسم عبير الحرية ويعود إلينا قريباً".