الرابعة نيوز - "منشوري القادم سيكون من بين الأهم والأكثر تأثيرا على الإطلاق".. تزامن نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه العبارة، مساء الأحد، مع تصريحات مسؤوليه عن التوصل إلى "تقدّم جوهري" في نهاية محادثات مع الصين استمرّت يومين وعقدت في جنيف في إطار السعي إلى خفض التوترات التي أجّجتها الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب.
وعكس التمثيل الرفيع للبلدين في المحادثات أهمية هذا التواصل بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وعقدت المحادثات المغلقة في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضفاف بحيرة ليمان.
اتفاق في الأفق
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الأحد، إن المحادثات في جنيف بين الجانب الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ أحرزت "تقدما ملموسا" بشأن نزع فتيل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأضاف بيسنت أنه سيقدم المزيد من التفاصيل الإثنين، بينما ذكر الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير الذي حضر المحادثات أيضا، أن الخلافات بين الجانبين ليست كبيرة كما كان يُعتقد سابقا.
وقال بيسنت للصحفيين "يسرني أن أبلغكم بأننا أحرزنا تقدما ملموسا بين الولايات المتحدة والصين في محادثات التجارة بالغة الأهمية".
وأضاف أنه أبلغ الرئيس دونالد ترامب بإحراز المحادثات تقدما، وأنه سنصدر إحاطة كاملة بالتفاصيل الإثنين.
"أخبار سارة للعالم"
رحّب نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ الأحد بما اعتبره "تقدما كبيرا" في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، بعد مناقشات مغلقة عقدت في جنيف واستمرت يومين.
وقال "توصل الجانبان إلى توافق مهم"، كاشفا أنه جرى الاتفاق على إنشاء آلية تشاور بشأن القضايا التجارية والاقتصادية.
في تصريح لصحافيين في جنيف، قال نائب رئيس الوزراء الصيني إن المحادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير كانت صريحة ومعمّقة وجوهرية، مستخدما عبارات مماثلة لتلك التي استخدمها الوفد الأميركي في وقت سابق الأحد. ولفت إلى أن الدولتين ستصدران الإثنين بيانا مشتركا بشأن المحادثات.
واعتبر أن الاجتماع خلق أساسا ووضع شروطا، مؤكدا أن بكين وواشنطن اتخذتا خطوة مهمة لحل الخلافات من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة.
وشدد المسؤول الصيني "سنعمل على تعزيز اليقين والاستقرار في الاقتصاد العالمي".
وأحجم عن الكشف عن موعد البيان المشترك إلا أنه أشار إلى أنه سيحمل "أخبارا سارة للعالم".
أسواق عالمية مضطربة
قال الخبير الاقتصادي في سيتي غروب ناثان شيتس لوكالة فرانس برس "تعكس هذه المفاوضات حقيقة أن وضع العلاقات التجارية، مع هذه الرسوم الجمركية المفروضة، ليست في صالح الولايات المتحدة، ولا في صالح الصين".
وتمثل المحادثات أول لقاء مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين منذ فرض ترامب الشهر الماضي تعرفات إضافية وصلت إلى 145% على السلع الواردة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
وردّت بكين التي تعهّدت محاربة رسوم ترامب الجمركية "حتى النهاية"، من خلال فرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.
ونتيجة لذلك، تراجع التبادل التجاري بشكل ملحوظ بين البلدين، كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات قوية.
"الطرفان خاسران"
اعتبر شيتس أن "فرض مثل هذه التعرفات الجمركية طرحٌ خاسر للطرفين".
والجمعة، أبدى ترامب نيّته التهدئة باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، من 145% إلى 80%.
لكن سرعان ما أشارت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت إلى أن واشنطن لن تخفض تعرفاتها الجمركية من جانب واحد، وأن على الصين تقديم تنازلات أيضا.
واعتبر غاري هوفباور من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن مجرد عقد المباحثات "يعد خبرا جيدا للتجارة والأسواق المالية"، لكنه أعرب مع ذلك عن "شكوكه الكبيرة بشأن عودة العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى وضعها الطبيعي".
وأكد أن "الرسوم الجمركية البالغة 145% باهظة جدا"، مضيفا أنه حتى لو تم خفضها إلى 70 أو 80% بحسب ما يُطرح حاليا، فإن مستوى المعاملات بين البلدين سينخفض إلى النصف.
ودخلت الصين المباحثات مدفوعة بإعلانها الجمعة ارتفاع صادراتها بنسبة 8.1% في أبريل، أي أعلى بأربع مرات مما توقعه المحللون، بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بنحو 18%.