الرابعة نيوز - هل سبق وأن لاحظت كيف تتجعد أصابع يدك وقدميك بعد الاستحمام أو السباحة؟ تلك التجاعيد الصغيرة التي تبدو وكأنها خطوط ووديان على جلدنا، قد ظننت لوقت طويل أنها نتيجة امتصاص الجلد للماء فقط. لكن، هل تساءلت يومًا عن السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة؟ وما إذا كانت مجرد عرض جانبي أم أن لها وظيفة أعمق؟

في الواقع، علمياً لا يُعتبر هذا مجرد تأثير بسيط أو صدفة، بل اكتشف العلماء حديثًا أن لتجعد الأصابع تحت الماء وظيفة مدهشة ترتبط مباشرة بالجهاز العصبي، وهي ليست فقط علامة على التعرض للماء، بل آلية ذكية تساعدنا على التكيف مع بيئتنا!

بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، فإن التجاعيد تحت الماء يتم التحكم بها بواسطة الجهاز العصبي اللاإرادي، وهو الجزء المسؤول عن الوظائف الجسدية التي لا ندركها أو نتحكم بها مثل التنفس ونبض القلب.

ويُلاحَظ أنّ نمط التجاعيد يتكرر بشكل دقيق في كل مرة تتبلل فيها الأصابع، مما يشير إلى أن هذه التجاعيد ليست عشوائية بل مرتبطة بتغيرات في الأوعية الدموية تحت الجلد.

السبب يكمُن في أنّ الماء يدخل عبر قنوات العرق المفتوحة، مما يؤدي إلى تقليل تركيز الأملاح في الأنسجة، وهذا بدوره يحفز الأوعية الدموية الصغيرة على الانقباض، وبالتالي "يسحب" الجلد إلى الداخل مسببًا ظهور التجاعيد.

التجارب أظهرت أن الأشخاص الذين تجرى لهم اختبارات تحت الماء، يمتلكون أصابعًا متجعدة تمكنهم من الإمساك بالأشياء بشكل أفضل مقارنة بالأصابع الملساء، كما تسهل المشي على الأسطح الزلقة وتقلل من احتمالية الانزلاق.

هذه النتائج التي نُشرت في مجلة Journal of the Mechanical Behavior of Biomedical Materials تدعم الفكرة بأن الجهاز العصبي هو المسؤول الرئيسي عن هذه التجاعيد. والأهم من ذلك، أن الأشخاص الذين يعانون من تلف في الأعصاب لا تظهر أصابعهم تلك التجاعيد، ما يعزز صحة هذه النظرية.