الرابعة نيوز_سعدية عبيد- في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة للصحفيين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد ستة من الزملاء الصحفيين الذين كانوا يؤدون واجبهم المهني في تغطية الأحداث الميدانية.
يرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين اغتالتهم طائرات الاحتلال منذ بداية العدوان إلى أكثر من 200 صحفي، جميعهم قضوا في الميدان وهم ينقلون للعالم حقيقة ما يجري من جرائم بشعة على الأرض، ويوثقون المجازر والانتهاكات بحق المدنيين، رافعين شعلة الحرية والحق وسط ويلات الحرب.
يرى الاحتلال في الصحفي صوتًا لشعبه وعدسة تكشف جرائمه، لذلك يسعى جاهداً لإسكاته والتخلص منه، ضاربًا بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة. ورغم أن العمل الصحفي حق مشروع يكفله القانون الدولي، يواصل الاحتلال انتهاكاته وسط صمت دولي مخزٍ وغياب أي رادع أو محاسبة لمرتكبي هذه الجرائم.
في غزة، القلم والكاميرا أصبحا في مرمى نيران الاحتلال، لا سيما وأن الصحفيين باتوا يستهدفون داخل المستشفيات التي توفر شبكة الإنترنت والكهرباء، بعد أن دمر الاحتلال جميع المؤسسات الإعلامية، بل ويستهدفهم حتى وهم بين عائلاتهم.
في هذا السياق، نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين وقفة تضامنية ، في مجمع ناصر الطبي، استنكرت استمرار استهداف قوات الاحتلال للصحفيين، ونددت بمجزرة مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وأكدت النقابة أن من بين الشهداء الصحفيين الذين اغتالهم الاحتلال أنس الشريف، ومحمد قريقع، مشيرة إلى أن الزميل أنس الشريف كان قد تقدم بشكوى مكتوبة للنقابة قبل أسبوع، يذكر فيها تعرضه لتهديدات مباشرة بالاغتيال والتصفية من قبل الاحتلال.
من جانبه، طالب نائب نقيب الصحفيين الدكتور تحسين الأسطل المجتمع الدولي بضرورة التحرك السريع لتوفير الحماية الفعلية للصحفيين في قطاع غزة، واتخاذ مواقف عملية تجبر الاحتلال على وقف هذه الجرائم الممنهجة.
إن استهداف الصحفيين محاولة يائسة لقمع صوت الحقيقة ومنع العالم من معرفة ما يجري، لكن رسالتهم تظل شاهدة على معاناة شعبهم، ودليلاً قاطعاً على حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميًا بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.