الرابعة نيوز - في ظل التساؤلات المتصاعدة حول مستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، خرج رجل الأعمال والسياسي الفلسطيني سمير حليلة عن صمته، كاشفًا ملامح رؤية سياسية وإدارية للمرحلة الانتقالية، ومؤكدًا أنه لن يقبل بأي دور إلا بمرسوم رئاسي وتحت شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية
جاء ذلك في مقابلة مطولة ضمن برنامج "طلة صباح" الذي يبث عبرفضائية معا وشبكة معا الاذاعية و راديو الرابعة ويقدمه الاعلامي عادل غريب حيث أوضح حليلة أن كل تحركاته تمت بالتنسيق المباشر مع القيادة الفلسطينية، بهدف استكشاف فرص تشكيل هيكل إداري وأمني ومالي لإدارة غزة بعد الحرب، بالتوافق مع الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية.
تواصل مباشر مع القيادة وتنسيق إقليمي
قال حليلة إنه بادر منذ البداية للتواصل المباشر مع الرئاسة الفلسطينية، بعيدًا عن الوسطاء، للتأكد من أن ما يقوم به يحظى بالغطاء السياسي الكامل. وأضاف أن تحركاته شملت محادثات مع شخصيات قيادية ومسئولين، إلى جانب التشاور مع أطراف عربية أساسية مثل مصر والسعودية، نظرًا لدورهما المحوري في الملف الغزي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي وصفها بأنها الطرف الوحيد القادر على التواصل مع جميع المعنيين، بمن فيهم إسرائيل.
موقف حماس: قبول بحكومة تكنوقراط
وبشأن موقف حركة حماس، أشار حليلة إلى أن الحركة أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لقبول حكومة تكنوقراط تدير قطاع غزة بعد الحرب، بصرف النظر عن المسمى، سواء كان "لجنة إدارية" أو "مجلس تكنوقراط"، على أن تُمنح هذه الحكومة كامل الصلاحيات في الملفات المدنية والخدمية، بينما تبقى الملفات الأمنية بحاجة إلى ترتيبات خاصة وتفاهمات أوسع.
رفض لقب "حاكم غزة" ومقترح مجلس حكم انتقالي
رفض حليلة بشكل قاطع وصفه بـ"حاكم غزة"، معتبرًا أن المصطلح يحمل دلالة عسكرية لا تناسب طبيعة المرحلة المقبلة, واقترح بديلًا لذلك "مجلس حكم انتقالي" يتكون من شخصيات فلسطينية تتولى المهام الإدارية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، ويمهد الطريق أمام انتخابات عامة أو تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأوضح أن مثل هذا المجلس سيكون محدود الصلاحيات، ويخضع للقوانين الفلسطينية، مع ضمان التنسيق الكامل مع منظمة التحرير والحكومة في رام الله
صفقة شاملة لإنهاء الحرب خلال أسابيع
توقع حليلة أن تشهد الأسابيع المقبلة بلورة صفقة شاملة بضغط أميركي، تنهي الحرب وتحدد مستقبل غزة، وتشمل ملفات حساسة مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي، مستقبل سلاح حماس، إعادة الإعمار، وترتيبات الإغاثة، إضافة إلى دور قوة عربية أو فلسطينية كبيرة في حفظ الأمن
وقال إن الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل في هذه المرحلة كآخر طرف في سلسلة المشاورات، بعد التوصل إلى تفاهمات مع العرب والفلسطينيين وحماس
التحديات السياسية وردود الفعل
أقر حليلة بأن طرح اسمه في هذا السياق أثار موجة من الجدل، بين من رحب به كفرصة لإنهاء معاناة غزة، ومن رفضه متمسكًا بحماس أو فتح أو السلطة كخيار وحيد, وانتقد ما وصفه بـ"شخصنة" الموضوع عبر الإعلام، مشددًا على أن القضية ليست مرتبطة بالأسماء، بل بالهيكل الذي يمكن أن يحظى بقبول محلي ودولي
"العمل العام في فلسطين دائمًا محفوف بالمخاطر"
في ختام حديثه، قال حليلة: "من يريد أن يخدم عليه أن يكون مستعدًا لدفع الثمن". ووصف إدارة غزة في المرحلة الأولى بعد الحرب بأنها "مشروع انتحاري" نظرًا لصعوبة الظروف الأمنية والسياسية، لكنه شدد على أن الهدف النهائي هو الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية ووقف الإبادة والتهجير بحق سكان غزة.