نقابة الصحفيين: القتل الممنهج للصحفيين يفتح الباب لعزلة إعلامية كاملة عن غزة

2025-08-14
الرابعة نيوز- حذّرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين من الارتفاع غير المسبوق في استهداف الصحفيين بالقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن استشهاد مراسل الجزيرة أنس الشريف و5 من زملائه في قطاع غزة، يوم الاثنين 11 آب/أغسطس، هو جزء من سياسة مدروسة تهدف إلى تكميم الأفواه ومنع التغطية المستقلة.


وقالت لجنة الحريات الصحفية التابعة للنقابة، في تقرير تحليلي صدر اليوم، إن جرائم حكومة بنيامين نتنياهو ضد الصحفيين تحمل دلالات سياسية واستراتيجية وقانونية وميدانية وإنسانية، وتشير إلى تغير خطير في قواعد الاشتباك على الأرض.


الدلالات السياسية والاستراتيجية

التحكم في السرد الإعلامي: استهداف الصحفيين ومنع دخول الإعلام الدولي يهدف لحرمان العالم من الصور والحقائق الميدانية، وفرض الرواية الرسمية للاحتلال.

رسالة ردع داخلية: الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا سياسيةو "أمنية"، وقد تستخدم التصعيد ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الصحفيون، لكسب دعم قاعدتها الداخلية وتهيئة الرأي العام لعمليات عسكرية أوسع.

تبرير الاستهداف كـ”تهديد أمني”: تلجأ سلطات الاحتلال إلى اتهامات غير مثبتة بوجود “روابط” بين الصحفيين والمجموعات المسلحة، وهو ادعاء لم تتبنَّه حتى وسائل إعلام إسرائيلية.


الدلالات القانونية والحقوقية

النقابة اعتبرت أن معظم عمليات قتل الصحفيين في غزة ترقى إلى جرائم حرب، لكونها تتم عن عمد ودون تمييز أو احتياطات، ما يحمّل الاحتلال مسؤولية دولية مباشرة.

زيادة عدد الضحايا ستعزز مطالب النقابة بفتح تحقيقات دولية ودعاوى حقوقية، مع ما لذلك من أثر على صورة إسرائيل في المحافل الدولية.

الدلالات الميدانية

تغيير قواعد الاشتباك: استهداف الطواقم الإعلامية ومنازل الصحفيين يكشف توجهًا نحو عدوان أوسع دون السماح بتوثيق مستقل.

عزلة إعلامية متعمدة: منع دخول الصحافة الأجنبية وارتفاع مخاطر العمل الميداني على الصحفيين المحليين يضاعف الخسائر البشرية ويضعف التوثيق.

الدلالات الإنسانية والاجتماعية

استمرار قتل الصحفيين يدمّر البنية المهنية للإعلام الفلسطيني ويقوّض حرية التعبير، ما يتيح للاحتلال ارتكاب الانتهاكات بعيدًا عن الرقابة الدولية.

لماذا الآن؟

أرجع التقرير توقيت التصعيد إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

سياق عسكري جديد واحتمال توسيع العمليات البرية في غزة، ما يزيد من خطورة العمل الميداني.

توترات إقليمية تُستغل لتبرير إجراءات أمنية مشددة وقمع المؤسسات الإعلامية.

خطاب رسمي عدائي يصنف الإعلام الفلسطيني كـ”طرف معادٍ”، ما يبرر استهدافه عسكريًا.

وفي تعليقه على التقرير، قال رئيس لجنة الحريات، محمد اللحام:

“استهداف أنس الشريف، الذي كان يعمل علنًا منذ عامين ويبث يوميًا من أماكن مكشوفة، لم يكن صدفة، بل جاء الآن تحديدًا بسبب الأثر الكبير لتقاريره على صورة إسرائيل، ضمن خطة لتشويه الصحفي الفلسطيني وحرمان العالم من الشواهد على جرائم الإبادة في غزة”.

واختتمت النقابة تقريرها بالتأكيد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي فورًا لوقف استهداف الصحفيين وفتح تحقيقات مستقلة، محذرة من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى عزلة إعلامية كاملة عن قطاع غزة ويفتح المجال أمام الرواية الإسرائيلية الأحادية.

وقت آخر تعديل: 2025-08-14 18:34:55