تراكم النفايات قنبلة صحية موقوتة تهدد حياة النازحين

2025-08-20
الرابعة نيوز_سعدية عبيد: في ظل حرب مدمرة تجاوزت 680 يوم متواصلة، يجد سكان محافظة خان يونس أنفسهم أمام أزمة صحية وبيئية متفاقمة جراء تراكم النفايات في المخيمات ومراكز الإيواء. فمع الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية، تحولت النفايات إلى قنبلة موقوتة تهدد حياة مئات الآلاف من النازحين. 
منظومة بيئية منهارة 
يشير صائب لقان، المتحدث باسم بلدية خان يونس، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف المنظومة الصحية والبيئية عبر تدمير المرافق والآليات الخاصة بالنظافة ومنع الوصول إلى المكبات الرئيسية، خاصة المكب الصحي شرق بلدة الفخاري، ما شل قدرة البلديات على القيام بدورها. 
قبل الحرب كانت البلدية تجمع نحو 150 طن نفايات يومياً، لكن اليوم ومع تكدس النازحين، تجاوزت الكمية 500 طن يوميًا، وهو رقم يفوق الطاقة التشغيلية المحدودة. ويضيف لقان: "الأمر لا يرقى للمستوى المطلوب، نحن نعمل في ظروف غاية في التعقيد وسط انعدام الوقود والمعدات واستهداف متكرر للآليات." 
مراكز الإيواء.. بؤر ملوثة 
المناطق الغربية من خان يونس، وخاصة المواصي التي تضم مخيمات إيواء ضخمة، تعاني من تراكم النفايات العشوائية. فرق الطوارئ تحاول جمعها ، بمساندة مؤسسات محلية ودولية عبر برامج "المال مقابل العمل"، بدعم من الصليب الأحمر واليونيسف وكذلك بعض مؤسسات المجتمع المدني ومنها جمعية النخيل الفلسطينية وجمعية الفجر الشبابي، هذه المؤسسات والجمعيات تتعاون مع بلدية خان يونس من أجل دعم قطاع النظافة ومنع تكدس النفايات حفاظًا على صحة وسلامة الجمهور. 
لكن الخطر الأكبر، بحسب لقان، يتمثل في تسرب العصارة السامة الناتجة عن النفايات إلى باطن الأرض، مما يهدد بتلويث الخزان الجوفي لمياه الشرب، وانتشار أمراض وأوبئة خطيرة، خاصة في ظل انهيار القطاع الصحي ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية. 
خسائر بشرية ومادية فادحة 
استهدفت الحرب أكثر من 24 آلية نصفها مخصصة للنظافة، ودُمرت 680 حاوية نفايات مختلفة الأحجام، ما جعل العمل شبه مستحيل. كما فقدت البلدية أكثر من 23 موظفًا من عمال النظافة ("صُناع الجمال") استشهدوا أثناء تأدية عملهم. 
ويقول لقان بأسف: "نواجه أزمة وقود خانقة، ما يصلنا لا يكفي لتشغيل سوى 20% من قدراتنا التشغيلية، ومع ذلك نواصل العمل في ظروف بالغة الخطورة حفاظًا على حياة المواطنين." 
مؤشرات صحية خطيرة 
تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية والجهات المحلية دقت ناقوس الخطر، محذرة من تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية، وعودة فايروس شلل الأطفال. في ظل هذه المؤشرات، نظمت بلدية خان يونس حملات توعية عبر منصاتها المجتمعية والإعلامية للتقليل من المخاطر الصحية المرتبطة بالنفايات. 
صرخة استغاثة 
تختتم بلدية خان يونس رسالتها بمناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري، بوقف الحرب أولًا، ثم إدخال الآليات والوقود والمستلزمات اللازمة لقطاع النظافة، وتوفير الحماية لعمال النظافة العاملين في الميدان. 
ويحذر لقان من أن استمرار الوضع الحالي قد يقود إلى كارثة صحية وبيئية واسعة النطاق، لن تقتصر آثارها على خان يونس وحدها، بل ستمتد لتطال كل من يعيش في قطاع غزة المحاصر.

وقت آخر تعديل: 2025-08-20 12:23:45