"عبد الله أبو زرقة.. جسد رحل وصوت باقٍ يذكّر بجوع غزة"

2025-08-21
الرابعة نيوز_
لم يكن عبد الله أبو زرقة قد أتم عامه السادس بعد، لكن صوته كان أكبر من جسده النحيل، وأقوى من كل الصمت الذي يلف غزّة. آخر ما تركه للعالم لم يكن لعبته الصغيرة، ولا قبلة على جبين أمه، بل كلمة واحدة خرجت من قلبه الضعيف كاستغاثة البشرية جمعاء: "أنا جعان".

رحل عبد الله، الطفل الفلسطيني الذي تحوّل صوته إلى رمز للجوع تحت الحصار، تاركًا خلفه وجعًا يتجاوز حدود غزة ليصير جرحًا إنسانيًا مفتوحًا في ضمير العالم.

حصار سرق الطفولة

الطفل الصغير غادر الحياة يوم الإثنين من أحد المستشفيات في مدينة أضنا التركية، بعد رحلة قصيرة مع العمر، لكنها طويلة مع المرض وسوء التغذية. بدأت الحكاية تحت حصار قاسٍ سرق من الطفولة أبسط حقوقها: الخبز ودفء الأم.

"أنا جعان".. صرخة للعالم

قبل أسابيع قليلة، ظهر عبد الله في مقطع مصوَّر قصير يصرخ بكلمة وحيدة: "أنا جعان". انتشرت كلماته كالنار، وأيقظت في القلوب ما تحاول السياسة إخماده: وجع الأطفال. تحولت صرخته إلى أيقونة إنسانية، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، وصارت صورته المؤلمة لغة أبلغ من كل الخطابات.

لكن الحصار كان أعلى من صوته، والعاطفة التي هزّت الملايين لم تستطع أن تنقذ حياته.

في الغربة.. النهاية المؤلمة

لم تُسعف المناشدات عبد الله، فانتقل من حضن أمه إلى سرير بارد في بلاد الغربة. هناك، توقفت أنفاسه الأخيرة، بينما بقيت كلماته معلّقة في ذاكرة العالم، تطارد ضميرًا بدا أبكم أمام مأساة الأطفال.

إلى جانب فاجعة رحيله، ما تزال شقيقته الطفلة حبيبة تصارع بين الحياة والموت، وهي تعاني تضخم الكبد وتسمم الدم وسوء التغذية.

صرخة لم ترحل

عبد الله غاب جسدًا، لكن صرخته لم تغب. ستظل جرس إنذار يذكّر بأن أطفال غزة لا يطلبون أكثر من حقهم البسيط في الحياة… وكسرة خبز تروي جوعهم.

وقت آخر تعديل: 2025-08-21 11:25:20