الرابعة نيوز_غزة_سعدية عبيد: يعيش النازحون من شمال ومدينة غزة نحو المناطق الجنوبية والوسطى ظروفًا بالغة القسوة، بعدما أجبرهم القصف المتواصل والموت المحيط بهم على ترك بيوتهم وأحيائهم. فالمعاناة لم تتوقف عند حدود النزوح والاقتلاع من الجذور، بل تضاعفت مع أزمات جديدة تفاقم محنتهم يومًا بعد آخر.
مواصي مكتظة وخيام مفقودة
امتلأت مناطق المواصي بخانيونس و الشريط الساحلي عن آخره، ولم يعد للنازحين الجدد مكان لإقامة الخيام أو حتى مأوى بسيط يقيهم قسوة الحرّ . ومع غياب التخطيط الإغاثي وضعف الاستجابة الإنسانية، باتت العائلات المشتتة تبحث عن أي مساحة تحمي أطفالها ولو بشكل مؤقت.
أسعار فلكية للمواصلات والسكن
يشتكي نازحون من استغلال حاجتهم الماسة في ظل غياب الرقابة، إذ ارتفعت أجرة نقل العائلات وأغراضها إلى أرقام مضاعفة، لتصبح عملية الانتقال نفسها عبئًا كبيرًا لا يقل قسوة عن النزوح ذاته.
وفي المقابل، قفزت أسعار إيجار البيوت أو حتى "الحواصل" – وهي مساحات صغيرة بالكاد تصلح للتخزين – إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل مئات العائلات عاجزة عن إيجاد مأوى بديل، واضطرت إلى التكدس في أماكن ضيقة أو البقاء في العراء.
معاناة مركبة
النازحون اليوم يقفون أمام مأساة مركبة: موت يلاحقهم من الجو والبر، ونزوح يقتلعهم من أرضهم، وأسعار جشعة تحاصرهم من كل جانب. وبينما كان النزوح بالنسبة لهم خيارًا قسريًا للنجاة، تحول إلى دائرة جديدة من المعاناة اليومية التي تنخر في ما تبقى من قدرتهم على البقاء.