الرابعة نيوز_غزة _ سعدية عبيد : في مشهدٍ يلخّص المأساة الإنسانية في قطاع غزة، عادت مئات العائلات الغزيّة إلى منازلها المتضررة والمدمّرة جزئيًا، رغم التحذيرات من خطورة السكن في هذه البيوت القابلة للانهيار في أي لحظة. فبعد شهورٍ من النزوح القاسي في الخيام، اختارت الأسر مواجهة خطر الجدران المتشققة على أن تعود لمعاناة الخيام في الشتاء، حيث البرد والمطر والافتقار لأدنى مقومات الحياة.
شتاء بلا مأوى آمن
مع اقتراب فصل الشتاء، يجد الغزيون أنفسهم أمام معادلة صعبة لا خيارات فيها. فإما المبيت في خيامٍ مهترئة لا تقي من البرد ولا تصدّ مياه الأمطار، وإما العودة إلى منازل تصدّعت بفعل القصف المباشر أو الأضرار الجانبية من القصف المجاور.
هذه المنازل التي كانت يومًا مأوى للأمان أصبحت اليوم مصدر خوفٍ دائم، لكنّها رغم ذلك تبقى الخيار الأقل سوءًا أمام واقعٍ مأساويّ يفتقر للحلول.
العودة اضطرار لا اختيار
العودة إلى المنازل المدمّرة ليست قرارًا طوعيًا بقدر ما هي محاولة لتجنّب مأساةٍ جديدة. فالكثير من العائلات لم تعد تحتمل ظروف النزوح التي استنزفتها نفسيًا وجسديًا، ولا تستطيع تحمّل تكاليف السكن المؤقت أو الانتقال إلى مناطق أخرى مدمّرة هي الأخرى.
هكذا وجد المواطن الغزي نفسه عالقًا بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في خيمةٍ لا تصلح للحياة أو العودة إلى منزلٍ لم يعد آمنًا للسكن.
أمانٌ مفقود ومجهول يهدد الحياة
معظم البيوت التي شهدت أضرارًا جزئية لم تخضع بعد لتقييم هندسي دقيق، ما يجعلها عرضة للانهيار مع أول عاصفة شتوية أو هزّة خفيفة.
ورغم إدراك السكان لهذه المخاطر، إلا أنّ غياب البدائل وانعدام المساعدات العاجلة دفعهم للعودة إلى منازلهم المتهالكة، في محاولةٍ بائسة لاستعادة الحد الأدنى من الاستقرار.
فالدمار الذي خلّفته الحرب لم يقتصر على الأبنية فحسب، بل طال تفاصيل الحياة اليومية، وحوّل الأمان إلى حلمٍ بعيد المنال.
تداعيات الحرب مستمرة
رغم توقف القصف مؤقتًا، إلا أن تداعيات الحرب لا تزال حاضرة في كل شارعٍ ومنزلٍ في غزة.
الأحياء التي كانت نابضة بالحياة تحوّلت إلى أطلال، والمنازل المهدّمة صارت مأوى لأسرٍ تبحث عن مأوى.
ووسط غياب خطة واضحة لإعادة الإعمار، تزداد معاناة الناس يومًا بعد يوم، وتتحوّل الحياة إلى صراعٍ يومي من أجل البقاء.
ما بعد الحرب... معاناة لا تقل قسوة
تؤكد مشاهد الحياة اليومية في غزة أن الحرب لم تنتهِ فعليًا، بل اتخذت شكلًا آخر أكثر بطئًا وأشدّ