الرابعة نيوز_طولكرم – قال محافظ طولكرم، د. عبد الله كميل، إن المحافظة تمر بواحدة من أصعب مراحلها في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي خلّف دمارًا واسعًا في مخيمي نور شمس وطولكرم، وأدى إلى تشريد آلاف الأسر، مؤكدًا أن ما يجري يمثل سياسة ممنهجة تستهدف الإنسان والمكان وتغيّر ملامح المحافظة بشكل غير مسبوق.
وأوضح كميل، في مقابلة ضمن برنامج «يصبحكم بالخير» الذي يُبث عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، أن الاحتلال لم ينهِ عمليته العسكرية في المخيمين، بل يواصل تصعيدها، مشيرًا إلى أن الإعلان الإسرائيلي عن “حرب على المخيمات” انعكس ميدانيًا عبر هدم منازل سكنية دون أي مبررات أمنية، وتدمير متعمد للبنية التحتية.
وبيّن المحافظ أن قرار الاحتلال هدم 25 بناية إضافية يعني عمليًا تدمير أكثر من 100 وحدة سكنية جديدة، ما يرفع عدد المنازل المدمرة كليًا إلى نحو 1514 منزلًا، إضافة إلى أكثر من 1200 منزل متضرر جزئيًا، لافتًا إلى أن ثلثي مخيمي نور شمس وطولكرم باتا مدمّرين أو خارج الخدمة السكنية.
وأشار كميل إلى أن هذه التطورات جاءت بعد تراجع الاحتلال عن إعلان سابق بالانسحاب من المخيمات وتسليمها للسلطة الفلسطينية، في محاولة لفرض شروط سياسية أبرزها وقف التعامل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو ما قوبل برفض فلسطيني.
وفي السياق ذاته، قال محافظ طولكرم إن الاعتداءات لم تقتصر على هدم المنازل، بل شملت تدمير الممتلكات الخاصة، والاعتداء على المركبات، وسرقة أموال ومصاغات ذهبية من المنازل، معتبرًا أن هذه الممارسات تعكس “عقلية عدوانية” تتحكم بسلوك الجيش الإسرائيلي.
وعلى الصعيد الإنساني، أوضح كميل أن عدد الأسر التي أُجبرت على النزوح من المخيمين تجاوز 4700 أسرة، مشيرًا إلى تشكيل «لجنة الكرامة للإغاثة والإيواء» منذ الأيام الأولى للعدوان، بمشاركة رسمية وشعبية ومؤسساتية، لاحتواء الأزمة وتوفير المأوى للنازحين.
وأكد أن اللجنة نجحت في تجاوز المرحلة الأولى من النزوح، رغم شح الإمكانيات والأزمة المالية، مشددًا على أنه “لم يُترك أي مواطن دون مأوى”، مع الإقرار بأن حجم الاحتياجات يفوق القدرات المتاحة في ظل استمرار العدوان وتداعيات الحصار الاقتصادي.
وختم محافظ طولكرم بالتأكيد على أن ما تشهده المحافظة يندرج ضمن عدوان أوسع يستهدف الفلسطينيين في مختلف المناطق، داعيًا إلى تكثيف الجهود الرسمية والشعبية والدولية لحماية السكان والتخفيف من معاناتهم.