"عملية سيندور" الهندية تفتح باب الجحيم بين الخصمين النوويين

2025-05-07
الرابعة نيوز - في تصعيد عسكري كبير بين الدولتين النوويتين، هاجمت الهند الأربعاء، باكستان والشطر الذي تديره إسلام اباد من كشمير وأطلق على الهجمة اسم "عملية سيندور"، وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، فيما يعد أسوأ قتال منذ أكثر من 20 عاما بين الخصمين الجارين.


وذكرت الهند أنها استهدفت تسعة مواقع "بنية تحتية إرهابية" باكستانية، بعضها مرتبط بهجوم شنه متشددون على سياح هندوس، وأسفر عن مقتل 26 شخصا في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي.

وقالت إسلام اباد إن 6 مواقع باكستانية تم استهدافها، ما أسفر عن مقتل 26 مدنيا على الأقل، وإصابة 46 بجروح بحسب ما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني، الأربعاء.

وقال الناطق اللفتنانت جنرال أحمد شودري إن الضربة الأعنف حصدت 13 مدنيا "بينهم طفلتان في الثالثة" في مسجد باهاوالبور في منطقة بنجاب الباكستانية المرتبطة بحسب الاستخبارات الهندية بجماعات مسلحة في كشمير المتنازع عليها بين البلدين.


وتتجاوز ضربات اليوم بكثير ردود نيودلهي على هجمات سابقة في كشمير وجهت فيها أصابع الاتهام إلى باكستان. وتشمل تلك الردود غارة جوية هندية عام 2019 على باكستان بعد مقتل 40 من أفراد الشرطة شبه العسكرية الهندية في كشمير، ورد نيودلهي على مقتل 18 جنديا عام 2016.

التصعيد أدى إلى صدور عدة ردود دولية أبرزها للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعرب عن أمله في أن تهدأ التوترات بين الجارتين النوويتين بسرعة.
فإلى أين يتجه هذا التصعيد وهل انطلقت فعلا شرارة الحرب بين القوتين النوويتين؟

نيودلهي تطلق شرارة "عملية سيندور"

قال مصدر دفاعي هندي لرويترز إن القوات الهندية هاجمت مقري جماعتي متشددتين.

وذكرت وزارة الدفاع الهندية في بيان "أظهرت الهند قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ".

وأفادت باكستان بأن الصواريخ الهندية أصابت ثلاثة مواقع، وقال متحدث عسكري لرويترز إنه تم إسقاط 5 طائرات هندية.

وذكر المتحدث العسكري أحمد شريف تشودري "جميع هذه الاشتباكات كانت بمثابة إجراء دفاعي. باكستان تظل دولة مسؤولة للغاية. ومع ذلك، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن كرامة باكستان وسلامتها وسيادتها، مهما كلف الأمر".

وأفادت أربعة مصادر حكومية محلية لرويترز بتحطم ثلاث طائرات مقاتلة في جامو وكشمير بالهند، الأربعاء.

ووصفت إسلام اباد هجوم نيودلهي بأنه "عمل حربي سافر" وقالت إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بأنها تحتفظ بحق الرد بشكل مناسب على العدوان الهندي.

وقالت الشرطة وشهود لرويترز إن جيشي الجارتين النوويتين تبادلا أيضا القصف المدفعي وإطلاق النيران الكثيف عبر معظم الحدود الفعلية في إقليم كشمير المتنازع عليه الواقع بمنطقة جبال الهيمالايا.

خاضت الهند وباكستان حربين منذ عام 1947 على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب بها الجانبان بالكامل ويسيطر كل منهما على جزء منها.

ومنذ وقف لإطلاق النار في عام 2003، والذي جدد البلدان الالتزام به في عام 2021، أصبح شن ضربات على أهداف بين الجارتين نادرا للغاية، خاصة الضربات الهندية على مناطق باكستانية خارج كشمير.

لكن محللين قالوا إن خطر التصعيد أصبح أكبر مما كان عليه في الماضي القريب بسبب شدة الهجوم الهندي الذي أطلقت عليه نيودلهي اسم "عملية سيندور".

دخان ونار

ذكر متحدث باسم الجيش الباكستاني أن 8 أشخاص قتلوا جراء الضربات الهندية وأصيب 35 آخرون في حين أن هناك 2 في عداد المفقودين.

وقال الجيش الهندي إن قصفا من الجيش الباكستاني عبر الحدود لكشمير أدى إلى مقتل 3 مدنيين.وعرضت قنوات تلفزيونية هندية مقاطع مصورة لانفجارات ونيران وتصاعد أعمدة دخان كثيف في السماء ليلا وفرار السكان في عدة أماكن بباكستان والشطر الذي تديره من كشمير. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن إسلام اباد ترد على الهجمات الهندية، لكنه لم يخض في تفاصيل. وأعلن رئيس حكومة إقليم البنجاب الباكستاني حالة الطوارئ في الإقليم المكتظ بالسكان، مضيفا أن المستشفيات وأجهزة الطوارئ في حالة تأهب قصوى.

وقال متحدث عسكري باكستاني لقناة جيو التلفزيونية إن المواقع التي قصفتها الهند شملت مسجدين.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لقناة جيو إن جميع المواقع التي استهدفتها الهند مدنية وليست معسكرات للمسلحين. وأضاف أن ادعاء الهند استهداف "معسكرات الإرهابيين كاذب".

وبعد الضربات الهندية، قال جيش نيودلهي في منشور على منصة إكس "تحققت العدالة".

وضع كشمير مع ارتفاع صوت طبول الحرب

يعتمد سكان الإقليم المقسم الواقع بمنطقة الهيمالايا، المعروف بقممه المغطاة بالثلوج ومجاري المياه السريعة والحدائق الرائعة التي يعود تاريخها إلى العصر المغولي، بشكل كبير على السياحة، لكن مصدر رزقهم أصبح من بين أول ضحايا الأعمال العدائية الأخيرة بين باكستان والهند.

كشمير المتنازع عليها، جعلها خطا للمواجهة في نزاع الجارتين.

لكن التراجع الحاد في أنشطة المتشددين ووقف إطلاق النار الذي صمد إلى حد كبير لمدة أربع سنوات أدى إلى ازدهار السياحة، حيث تدفق أكثر من ثلاثة ملايين مسافر على الشطر الهندي من كشمير العام الماضي بينما قضى ما يقرب من 1.5 مليون سائح إجازاتهم في الشطر الباكستاني.
وجرى الترويج لهذا التدفق باعتباره قصة نجاح كبيرة لحكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي أدى إلغاءه للوضع الخاص شبه المستقل لكشمير في عام 2019 إلى اضطرابات واسعة النطاق.

وكانت الفنادق والمنازل العائمة وسيارات الأجرة محجوزة بالكامل تقريبا في بداية موسم الذروة الصيفي هذا العام أيضا، قبل الهجوم الذي وقع الشهر الماضي على سياح وأسفر عن مقتل 26 رجلا في أحد المروج. وفي اليوم التالي للهجوم افتتحت الحكومة الهندية معركة العقوبات، عبر الإعلان عن سلسلة إجراءات انتقامية دبلوماسية ضدّ إسلام آباد، شملت تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الدبلوماسيين.

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "أقول لكل العالم: ستحدد الهند هوية الإرهابيين ومن يدعمهم وتلاحقهم وتعاقبهم. سنطاردهم إلى أقاصي الأرض". وأضاف أمام حشد كبير "أقول هذا بشكل لا لبس فيه: أيا يكن من نفذ هذا الهجوم ومن خطط له، سيدفع ثمنا يفوق تصوراتهم".
ونفت باكستان أي دور لها وكشفت عن إجراءات انتقامية وحذرت من ضربة عسكرية وشيكة من الهند.

وألغت عدة شركات طيران منها إنديغو، وهي أكبر شركة طيران في الهند، وإير إنديا والخطوط الجوية القطرية رحلات في المنطقة التي تضم الهند وباكستان بسبب إغلاق للمطارات والمجال الجوي.

وقال مصدر هندي لرويترز إن مستشار الأمن القومي بنيودلهي أجيت دوفال تحدث إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كما أطلع مسؤولون هنود كبار آخرون نظراءهم في بريطانيا وروسيا والسعودية والإمارات على التطورات.

ترامب: آمل أن ينتهي الأمر بسرعة

في فعالية أقيمت في البيت الأبيض الثلاثاء، قال الرئيس ترامب: "إنهما يتقاتلان منذ عقود عديدة. آمل أن ينتهي الأمر بسرعة كبيرة". وأضاف: "كان الناس يعرفون أن شيئا ما سيحدث بناء على القليل من الماضي".

ووصف ترامب الوضع بأنه "مخز".

بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأمين العام يدعو البلدين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس العسكري. فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يراقب الوضع بين الجارتين المسلحتين نوويا.

وقت آخر تعديل: 2025-05-07 11:03:55