الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

الشيخ عكرمة صبري يروي تفاصيل من جريمة إحراق الأقصى ويحذّر من استمرار استهدافه

2019-08-21 09:52:11 آخر الأخبار

الرابعة نيوز : في الذكرى الخمسين لحريق المسجد الأقصى في الواحد والعشرين من آب عام 1969 على يد اليهودي المجرم مايكل روهن ، تنتطلق تحذيرات من مخططات مرعبة بحق المسجد لتهويده بعد حفريات مازالت مستمرة منذ عام 1967.

رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمه صبري يقول: "المسجد الأقصى في عين الخطر الذي تقف خلفه حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل المزعوم ويهود العالم الذين يقدمون الدعم المادي والمعنوي لتنفيذ خرافة بناء الهيكل المزعوم ، فما يجري من محاولات لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ، وايجاد موطىء قدم للجماعات المتطرفة في المنطقة الشرقية لبناء كنيس هناك، يشكل خطرا داهما على المسجد الأقصى، وتصريحات اردان وزير ما يسمى بالامن الداخلي بتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى مؤشر خطير على علمية التغول ، الا ان النجاح في افشال المخططات يمكن التعويل عليه في المستقبل من خلال استنساخ عملية التصدي للبوابات الالكترونية في منتصف تموز من عام 2017 ، والتي استمرت 14 يوما تمكن اهل القدس ومن ناصرهم من الداخل من افشال المخططات التي كانت تهدف إلى تطويق المسجد الاقصى باجراءات امنية غير مسبوقة ، والمحطة الثانية التي كانت في السادس عشر من شباط الماضي عندما افتتح مبنى باب الرحمة المغلق منذ عام 2003م بقرار من الاحتلال ، وفتح المبنى المغلق أسس لمرحلة جديدة وهي عدم التسليم باجراءات الاحتلال ومحاكمه ، وان حكومة الاحتلال وادواتها من شرطة ومحاكم ليس لها أي سلطة على المسجد الأقصى بساحاته ومصلياته وقبابه ومحاريبه ".

وعن تفاصيل الحريق عام 1969 يقول صبري :" لقد عايشت وشاركت في إطفاء الحريق المشؤوم الذي وقع يوم الخميس بتاريخ 2181969، وهذا الحريق يدل على أن الاحتلال طامع في المسجد الاقصى منذ ذلك التاريخ ".

الشيخ صبري، قال بهذه الذكرى: "منذ عشرات السنين ونحن نقول أن الأقصى في خطر، واليوم نقول إن الأقصى يواجه الكثير من المخاطر، فالمسؤولون الإسرائيليون والحكومة والكنيست يدعمون الجهات الإسرائيلية المتطرفة، ويطالبون بهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه والتصريحات الأخيرة واضحة وخاصة تصريحات وزير الامن الداخلي اردان".

وعن ذكريات الحريق قال "لقد شاء الله عز وجل أن أكون أحد المشاركين في إخماد حريق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩، ولا بد من الإشارة إلى أن الحريق كان ولا زال يمثل إنذارا للمسلمين بأن الأقصى في خطر، ما زلت أحتفظ بالملابس التي تحمل رائحة دخان ذاك الحريق المشؤوم، ولا أستطيع نسيان تلك اللحظات المحزنة والمؤلمة".

وأوضح الشيخ صبري الذي كان يشغل منصب مدير مدرسة الأقصى الثانوية في ذلك الوقت:" لقد أنهى المصلون صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وعادوا إلى منازلهم، وعند حوالي الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، اقتحم المجرم مايكل دنيس روهان المسجد، وعلى ظهره حقيبة كبيرة فيها مواد قابلة للاشتعال، رشها في عدة مواقع بالمسجد القبلي، قبل أن تبدأ ألسنة النيران بالاشتعال، كنت قريبا من المسجد عندما سمعت صوت النداء، وبدأ الخبر ينتشر..المسجد يحترق.. المسجد يحترق، وما هي إلا دقائق حتى التحقت بركب المئات من الذين هبوا لحمل المياه والتراب لإخماد الحريق، بشكل بدائي لعدم توفر المعدات، حيث كان الناس يكبرون ويهللون ويبكون".

ومضى يسرد تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم :" الأهالي شكلوا سلاسل بشرية لنقل الأتربة والمياه لإخماد النيران وضمان عدم انتقالها إلى أماكن أخرى في المسجد"، ويوضح: "النيران اشتعلت في الجهة الشرقية؛ حيث كان السقف القديم من الخشب والرصاص فكان الاشتعال سريعا، أما الجهة الغربية فكان السقف من الإسمنت". مشيراً الى ان"عملية إخماد النيران تمت بطريقة بدائية ويدوياً استمرت حتى الساعة 12 ظهرا، حتى وصلت سيارات الإطفاء، وبقيت تعمل على إخماده حتى الساعة الرابعة عصرا".

واوضح:" ان المواد التي رشها روهان شديدة الاشتعال، لا تتوفر في الأسواق، و لا توجد إلا لدى الجيوش والدول، وبالتالي فان سلطات الاحتلال هي المخططة للحريق وهي التي زودت المجرمين لتنفيذ جريمتهم، وان الذين قاموا بالجريمة هم مجموعة وليس شخصا واحدا".

وتابع الشيخ صبري:" الذي يؤكد أيضا على أن الذين قاموا بالعمل اكثر من شخص أن مواقع الحريق كانت متعددة، ولكن المجرم بدأ باستهداف المنبر الذي يرمز إلى تحرير مدينة القدس".

وذكر صبري أن الحريق وقع يوم خميس، وتم إغلاق المسجد يوم الجمعة بهدف ازالة آثار الحريق، وبالتالي لم تقم صلاة الجمعة.لاحقا، قضت محكمة إسرائيلية بعدم أهلية روهان العقلية، قبل أن تبعده إلى أستراليا عام 1974، وبقي هذا المجنون حيًّا في بلاده الأسترالية البعيدة حتى بلغ الرابعة والخمسين ثم مات عام 1995م من كمَدِه إذْ لم تأتِ النبوءة التي كان من المفترض أن تتحقق خلال أربع سنوات ونصف من فعلته كما قال له كاهن كنيسته "كنيسة الرب العالمية" !.

وقال الشيخ صبري:" الحرائق لم تنته فأطماع اليهود بالمسجد ما زالت قائمة، والحرائق تأخذ اشكالا متعددة، منها اقتحامات المستوطنين للمسجد والحفريات الإسرائيلية ومعاقبة المسلمين بالإبعاد عن المسجد والاعتقال، وبإغلاق الأبواب ومحاربة المصلين والمرابطين فيه".

واعتبر أن الاحتلال تجرأ على المسجد الأقصى والقدس، لأن الأوضاع العربية والإقليمية تساعده على تنفيذ مخططاته بشكل مباشر وغير مباشر، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تحاول إحكام قبضتها على المسجد من خلال منع المصلين والمرابطين والحراس والإعمار، بهدف فرض السيادة على المسجد.

الحريق ما زال مستمرا

المرابطة زينة عمرو والتي تعرضت للاعتقال والضرب وكسر الأنف في اعتداءات من الشرطة الاسرائيلية عليها تقول في الذكرى الخمسين للحريق المشؤوم :" على الجميع في الذكرى الخمسين لحريق المسجد الأقصى اطفاء الحرائق بحق المسجد ، فالحريق مازال مستمرا من حيث الاقتحامات وتدنيس الساحات وتزداد الحرائق المرعبة بحق المسجد الأقصى يوما بعد يوم ، ففي يوم عيد الأضحى قرر الاحتلال ان يكون المسجد الأقصى مسرحا لاقتحامات المستوطنين واجتمع اهل القدس في المسجد الأقصى لإفشال هذا المخطط ، والخطورة تكمن في ان الاحتلال لم يقرر الغاء فعالية خراب الهيكل في يوم عيد الأضحى وسمح لمئات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى واقامة شعائرهم التلمودية ، بعد تفرق المصلين مستغلا هذه الثغرة ".

وتضيف عمرو :" اناشد الأمة وكل العرب والمسلمين بعدم التقاعس، فيهود العالم توحدوا لتهويد القدس والمسجد الأقصى وعلينا كعرب ومسلمين ان نتوحد في نصرة المسجد الأقصى فالشرطة الاسرائيلية تحاول التدخل في كل تفاصيل الحياة داخل المسجد الأقصى وسحب الصلاحيات توطئة لمخططات مرعبة تنتظر التنفيذ ".

التحذير من تقسيم الاقصى

د. ياسر داود ، مدير دائرة البحوث الاسلامية في دار الافتاء الفلسطينية يقول :" اذا لم نبادر في حماية المسجد الأقصى، فسنفقده وسيكون مصيره -لا قدر الله -كمصير المسجد الإبراهيمي في منع الصلاة فيه ومنع الآذان ".

د. امين ابو وددة مدير مركز اصداء الاعلامي :" المسجد الأقصى في الذكرى الخمسين يحتاج إلى توحيد كافة الطاقات لدى الشعب الفلسطيني ، حتى تكون النتيجة افشال كل المخططات ، فكما توحدت جماعات الهيكل على المسجد الأقصى علينا كفلسطينيين توحيد كل المرجعيات واقصاء كل الخلافات ، ففرض الوقت الأن ان تكون الجهود موحدة رسميا وشعبيا موحدة نحو بوصلة المسجد الأقصى ".

البرفيسور ابراهيم ابو جابر المختص بالشان السياسي من الداخل الفلسطيني عام 48:" الحريق في ذكراه الخمسين يدق جدران الخزان بقوة كي ندافع عن المسجد الأقصى بكل قوة ، فلم يعد سعة من الوقت للتقاعس ، فالأمر في غاية الخطورة ، ومخططات الاحتلال لا تتوقف ، وجن جنون المؤسسة المنية والسياسية والجماعات الدينية المتطرفة من قدة المقدسيين من فتح باب مبنى الرحمة المغلق وهذا يمكن ان يتم التأسيس عليه في المستقبل في كيفية العلاقة القائمة مع شرطة الاحتلال ".